فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.سجع على قوله تعالى: {الذين ينفقون في السراء والضراء}:

أي في العسر واليسر صدقوا في المحبة والولاء وصبروا على نزول البلاء وقاموا في دياجي الظلماء يشكرون على سوابغ النعماء فجرت دموع جفونهم جريان الماء فأربحهم في المعاملة رب السماء ينفقون في السراء والضراء بذلوا المال ومالوا إلى السخاء وطرقوا باب الفضل بأنامل الرجاء وتلمحوا وعد الصادق بجزيل العطاء وتأهبوا للحضور يوم اللقاء وقدموا الأموال ثقة بالجزاء ينفقون في السراء والضراء أناخوا بباب الطبيب طلبا للشفاء وصبروا رجاء العافية على شرب الدواء فإن ابتلوا صبروا وإن أعطوا شكروا فالأمر على السواء تالله لقد شغلهم حبه عن الآباء والأبناء ولقد عاملوه بإيثار المساكين والفقراء الذين ينفقون في السراء والضراء قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ} الكظم الإمساك على ما في النفس أخبرنا أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب حدثني أبو مرحوم عن ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال ابن مالك حدثنا عبد الله بن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق ثم يخير أي الحور العين شاء قال أحمد حدثنا علي بن عاصم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن ابن عمر.

.سجع على قوله تعالى: {الذين ينفقون في السراء والضراء}:

أي في العسر واليسر صدقوا في المحبة والولاء وصبروا على نزول البلاء وقاموا في دياجي الظلماء يشكرون على سوابغ النعماء فجرت دموع جفونهم جريان الماء فأربحهم في المعاملة رب السماء ينفقون في السراء والضراء بذلوا المال ومالوا إلى السخاء وطرقوا باب الفضل بأنامل الرجاء وتلمحوا وعد الصادق بجزيل العطاء وتأهبوا للحضور يوم اللقاء وقدموا الأموال ثقة بالجزاء ينفقون في السراء والضراء أناخوا بباب الطبيب طلبا للشفاء وصبروا رجاء العافية على شرب الدواء فإن ابتلوا صبروا وإن أعطوا شكروا فالأمر على السواء تالله لقد شغلهم حبه عن الآباء والأبناء ولقد عاملوه بإيثار المساكين والفقراء الذين ينفقون في السراء والضراء قوله تعالى: {والكاظمين الغيظ} الكظم الإمساك على ما في النفس أخبرنا أحمد حدثني أبي حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد يعني ابن أبي أيوب حدثني أبو مرحوم عن ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال ابن مالك حدثنا عبد الله بن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله تعالى يوم القيامة على رؤوس الخلائق ثم يخير أي الحور العين شاء قال أحمد حدثنا علي بن عاصم عن يونس بن عبيد عن الحسن عن ابن عمر.
يا مدمن الذنب أما تستحي ** الله في الخلوة ثانيكا

غرك من ربك إمهاله ** وستره طول مساويكا

إخواني إنكم مخلوقون اقتدارًا ومربوبون اقتسارًا ومضمنون أجداثًا وكائنون رفاتًا ومبعوثون أفرادًا فاتقوا الله تقية من شمر تجريدًا وجد تشميرًا ونظر في المآل وعاقبة المصير ومغبة المرجع وكفى بالجنة نوالًا وبالنار نكالا فرحم الله عبدًا اقترف فاعترف ووجل فعمل وحاذر فبادر وعمر فاعتبر وأجاب فأناب وراجع فتاب وتزود لرحيله وتأهب لسبيله فهل ينتظر أهل غضاضة الشباب إلا الهرم وأهل بضاعة الصحة إلا السقم وأهل طول البقاء إلا مفاجأة الفناء واقتراب الفوت ونزول الموت وأزف الانتقال وإشفاء الزوال وحفز الأنين وعرق الجبين وامتداد العرنين وعظم القلق وقبض الرمق جعلنا الله وإياكم ممن أفاق لنفسه وفاق بالتحفظ أبناء جنسه وأعد عدة تصلح لرمسه واستدرك في يومه ما مضى من أمسه قبل ظهور العجائب ومشيب الذوائب وقدوم الغائب وزم الركائب إنه سميع الدعاء. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال ابن عادل:
قوله تعالى: {فَبَعَثَ الله غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأرض لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ}.
هذه «اللامُ» يجوز فيها وجهان:
أحدهما: أنَّها متعلِّقة بـ {يبحث}، أي: يَنْبُشُ ويُثِيرُ التُّراب للإراءة.
الثاني: أنها متعلِّقة بـ {بَعَثَ}، والمعنى: لِيُريَه الله، أو ليريه الغراب، و{كَيْفَ} معمُولة لـ {يُوارِي}، وجملة الاستفهام معلقة للرُّؤْية البَصَرية، فهي في محلِّ المَفْعُول الثَّانِي سادةٌ مسدَّه؛ لأن «رأى» البصرية قبل تعدِّيها بالهَمْزة مُتَعَدِّية لواحد، فاكتسبت بالهمزة آخر، وتقدَّم نَظِيرُها في قوله تعالى: {أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الموتى} [البقرة: 260] ومعنى: {يَبْحَثُ} أي: يُفَتِّش في التُّرَاب بمنقارِه ويثيره، ومنه سُمِّيت سورة «بَراءَة» البحوث؛ لأنها فَتَّشَت على المُنَافقين، والسَّوْءَةُ المراد بها: ما لا يجُوز أن يَنْكَشِفَ من جَسَده، وهي الفضيحة أيضًا، قال: [الخفيف]
-........ ** يَا لَقَوْمِي لِلسَّوْءَة السَّواءِ

ويجوز تخفيفها بإلقاء حَرَكَة الهَمْزة على الواو، وهي قراءة الزُّهري، وحينئذٍ لا يجوزُ قَلْبُ هذه الواو ألِفًا، وإن صدق عليها أنَّها حرْف علّةٍ متحرك مُنْفَتِحٌ ما قبله؛ لأنَّ حركتها عَارِضة، ومثلُها «جَيَل» و«توم» مُخَفَّفَيْ «جَيْألَ» و«تَوْءَم»، ويجوزُ أيضًا قلبُ هذه الهمزة واوًا، وإدغامُ ما قبلها فيها تَشبيهًا للأصلي بالزَّائِد وهي لُغة يَقُولون في «شَيْء» و«ضَوْء»: شَيّ وضوّ، قال الشَّاعر: [البسيط]
وإنْ يَرَوْا سَيَّةً طَارُوا بِهَا فَرَحًا ** مِنِّي ومَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا

وبهذا قرأ أبُو جعفر.
قوله تعالى: {يَا ويْلَتَا} قلب يَاء المُتَكلم ألِفًا، وهي لغة فاشيةٌ في المُنَادى المضاف إليها، وهي إحدى اللُّغات السِّت، وقد تقدم ذكرُها.
وقُرِئ كذلك على الأصْلِ وهي قِرَاءة الحسن البَصْرِيِّ.
والنِّدَاء وإن كان أصلُه لِمَنْ يتأتَّى منه الإقْبَالُ وهم العقلاءُ، إلا أنَّ العرب تتجوَّز فتُنَادِي ما لا يَعْقِلُ.
وهذه كلمة تُسْتَعمل عند وُقُوعِ الدَّاهِيَة العظيمة ولفظُهَا لفظ النِّداء، كأن الوَيْل غير حَاضِر عِنْده، والمعنى يا وَيْلَتَى احضُري، فهذا أوانُ حُضُورك، ومثله: {يا حسرة عَلَى العباد} [يس: 30]، {يا حسرتى على مَا فَرَّطَتُ} [الزمر: 56]، وأمال حمزة، والكسائي، وأبُو عمرو في رواية الدَّوْري ألف {حَسْرَتَا}، والجمهور قرأ {أعَجَزْتُ} بفتح الجيم، وهي اللُّغة الفَصِيحَة، يقال: «عَجَزْت» بالفتح في الماضي، «أعْجِزُ» بِكَسْرها في المُضَارع.
وقرأ الحسن، وابن عبَّاس، وابنُ مسعُود، وطلحة بكسرها وهي لغة شاذَّة، وإنَّما المشهور أن يُقَال: «عَجِزت المرأة» بالكَسْر أي كَبُرت عَجِيزتُهَا، و{أن أكون} على إسْقَاط الخَافِض، أي: عَنْ أنْ أكونَ، فلما حُذِف جَرَى فيها الخلاف المَشْهُور.
قوله تعالى: {فَأوَارِيَ}.
قرأ الجمهورُ بنصب الياء، وفيها تَخْرِيجان:
أصحهما: أنه عطف على {أكون} المنصوبة بـ {أنْ} منتظمًا في سِلْكِهِ، أي: أعجَزْت عن كوني مُشْبِهًا للغُرَاب فَمُوَاريًا.
والثاني: قاله الزمخْشَريُّ، ولم يذكر غيره أنَّه منْصوب على جواب الاستفهام في قوله: {أعجَزْتُ}، يعني: فَيَكونُ من باب قوله: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَا} [الأعراف: 53].
ورده أبو البقاء بعد أن حَكَاهُ عن قَوْمٍ، قال: وذكر بعضهم: أنه يجُوزُ أن يَنتصب على جواب الاستفهام؛ وليس بِشَيء، إذ ليس المَعْنى: أيكون منِّي عجز فَمُواراة، ألا ترى أن قولك: «أين بَيْتُكَ فأزُوركَ» معناه: لو عَرَفْتُ لزرتُ ليس المَعْنَى هنا «لو عَجَزت لوَاريت».
قال شهاب الدين: وهذا الرَّدُ على ظاهره صَحِيحٌ.
وبَسْطُ عبارة أبي البَقَاء: أنَّ النُّحاة يَشْتَرِطون في جواز نَصْب الفعْلِ بإضمار «أنْ» بعد الأشياء الثمانية- غير النَّفْي- أن يَنحلَّ الكلامُ إلى شرطٍ وجَزَاء فإن انعقد منه شَرْط وجزاء صَحَّ النَّصْبُ، وإلاَّ امتنعَ، ومنه «أيْن بيتُك فأزُورَك أي إن عَرّفتني بَيْتَك أزُورَك».
وفي هذا المقام لو حَلَّ منه شرط وجَزَاء لفسد المعنى؛ إذ يصير التَّقْدِيرُ: إنْ عَجَزْت وارَيْت، وهذا ليس بِصَحِيح؛ لأنه إذاعَجز كيف يُوَارِي.
وردَّ أبو حيَّان على الزَّمخشريِّ بما تقدَّم، وجعله غَلَطًا فاحِشًا وهو مَسْبُوقٌ إليه كما رأيت، فأساءَ عليه الأدبَ بشيء نَقَلَهُ عن غيره الله أعلمُ بصحَّتِهِ.
وقد قرأ الفَيَّاض بن غَزْوَان، وطلحة بن مصرف «بسكون الياء»، وخرَّجها الزمخشري على أحد وجهين:
إمَّا القَطْع، أي: فأنا أوَاري، وإمَّا على التَّسْكِين في موضع النصب تخفيفًا.
وقال ابنُ عطيَّة: «هي لغة لتوالي الحركات».
قال أبو حيَّان: «ولا يصلح أن تعلَّلَ القِرَاءة بهذا ما وُجِد عنه مندُوحَةٌ؛ إذ التَّسْكينُ في الفَتْحَة لا يجُوز إلاَّ ضرورة، وأيضًا فلم تتوالَ حركات».
وقوله: {فَأَصْبَحَ} بمعنى «صَارَ».
قال ابن عطيَّة: قوله: «أصْبَح» عبارة عن جميع أوْقَاتِه قيم بَعْض الزَّمان مكان كله، وخُصَّ الصَّباحُ بذلك لأنه بَدْءُ النهار، والانبعاث إلى الأمُور، ومَظَنَّةُ النَّشَاط، ومنه قولُ الرَّبِيع: [المنسرح]
أصْبَحْتُ لا أحْمِلُ السِّلاحَ ولا

وقول سعد بن أبي وقَّاص: ثم أصَبْحَت بنو أسد تعزرني على الإسلام إلى غير ذلك.
قال أبو حيَّان: وهذا التَّعْليل الذي ذكره؛ لكون «أصْبَح» عبارة عن جميع أوْقاته، وإنما خصَّ الصَّبَاح لكونه بَدْءُ النَّهَار ليس بِجَيّد؛ لأن العرب اسْتَعْمَلَت «أضْحَى» و«بَاتَ» و«أمْسَى» بمعنى «صَار»، وليس شيء منها بَدْء النَّهَار.
قال شهاب الدين: وكيف يُحْسِن أن يردَّ على أبي محمد بِمِثْل هذا، وهُوَ لم يَقُل: إنها لمَّا أُقِيمَت مقام أوْقَاته للعلَّةِ الَّتي ذكرها تكونُ بمعنى «صَار»، حتَّى يلزمَ بأخواتها نَاقِصة عليه، وسيأتي الكلام على ذلك في «الحُجُرَات» عند قوله تعالى: {فَتُصْبِحُواْ على مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الآية: 6]- إن شاء الله تعالى-. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (31)}.
أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عطية قال: لما قتله ندم، ضمه إليه حتى أروح، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يرمي به فتأكله، وكره أن يأتي به آدم فيحزنه، فبعث الله غرابين قتل أحدهما الآخر وهو ينظر إليه، ثم حفر به بمنقاره وبرجليه حتى مكَّن له، ثم دفعه برأسه حتى ألقاه في الحفرة، ثم بحث عليه برجليه حتى واراه، فلما رأى ما صنع الغراب {قال يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي}.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: بعث الله غرابين فاقتتلا، فقتل أحدهما الآخر ثم جعل يحثو عليه التراب حتى واراه، فقال ابن آدم القاتل: {يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي}.